مجموعة من العلماء نشروا بحثا في مجلة Science (مجلة اكاديمية معروفة ولها ثقلها) عام 2014 يصف نظام هندسي احيائي سموه CRISPR (اسم ولا حاجة لترجمته)، وهو RNA (الرنا) مصنوع بشريا لتحرير او كتابة مادة جينية. ولاحقا تمت اضافته الى صندوق ادوات الهندسة الجزيئية البايوجية molecular biological engineering. وفي صندوق الادوات DNA (الدنا) المؤتلف الكلاسيكي classical recombinant DNA ظهر في السبعينات من القرن الماضي. يتضمن تقنيات مختبرية للجمع والتلاعب بعقابيل الدنا، ويهدف لعزل جزء محدد من الدنا للتلاعب بالجين. وفي صندوق الادوات كذلك PCR polymerase chain reaction تم استخدامها في الثمانينات، وهي تقنية مختبرية لتضخم الحامض النووي من جزء بسيط من الدنا او الرنا، ومن استخدامات PCR تسخيص العديد من الامرض الجينية والخمجية. وفي صندوق الادوات ايضا الدنا المصنع synthetic DNA برز في الثمانينات، ويشير في العادة الى اليات صناعة جزيء الدنا في المختبر، وزادت استخدامه مؤخرا في الهندسة الوراثية (الجينية) وكذلك في العلاجات. الاكتشافات والاليات المشار اليها اعلاه، براعة وتطور في علم الاحياء. وفي كانون الاول في 2023 وافقت ادارة الغذاء والدواء الامريكية FDA على استخدام CRISPR معقد لعلاج مرض فقر الدم المنجلي sickle cell anemia (مرض وراثي له اثار سلبية كثيرة على الصحة، يؤثر على النمو ينتشر في افريقيا، ويعاني منه سكان البصرة في العراق. مرض وراثي، وهو من اسباب فقر الدم الانحلالي hemolytic anemia). والاشارة لفقر الدم المنجلي مثالا لا اكثر للعلاجات باستخدام CRISPR الا انه لاسباب سياسية واقتصادية يحتاج العالم سنوات طويلة لتصل الى تطبيقاتها في معالجة الانسان. في عام 2018 انسان من كل ثلاث استخدم الحمض النووي المؤتلف recombinant DNA في لقاح الكبد الفيروسي B وهرمون النمو growth hormone وغيرها. وممكن استخدام هذه التقنيات في صناعة سموم قاتلة lethal toxins ومنها polonium 210 (تم استخدامه في قتل عالم روسي في لندن في 2006) وكذلك Ricin ويستخرج من بذور الخروع. الاكتشافات العلمية المشار اليها نتيجة الثورة الصناعية الثانية، وتميزت بتسارع الصناعات ونمو التقنيات والاكتشافات العلمية وانتاج كمي كبير ونشوء المدن والمعامل. ومؤخرا برز الذكاء الصناعي Artificial intelligence، ويتم استخدامه لتسريع الاجابة عن بعض الاسئلة التقنية. وفي 2020 قدم قدم علماء الذكاء الصناعي نظام الفافولد AlphaFold لحل الاشكالات العالقة في علم الاحياء، والتنبوء بالتركيب ثلاثي الابعاد للبروتين الناتج من الاحماض الامينية. وربما في هذه المرحلة يظهر الارهابي البيولوجي Bioterrorist حين تسهل حصول الفوضى. فاكبر لغات الذكاء الصناعي تدرب على علوم الحياة من المعلومات المطبوعة، وهي مادة موجودة على الانترنيت، ولا يستطيع احد استخدامها وصنع مركبات منها. وبواسطة الذكاء الصناعي يمكن تصميم بروتين جديد، اي جراثيم جديدة، وقد تكون خطرة جدا. ثم تنفيذ صناعتها في المحتبر. وبعض علماء الكومبيوتر يعملون على تقديم انظمة ذاتية بامكانها تقديم وتنفيذ المهام المختبرية. واذا نجحت هذه الجهود، فمن الممكن يصنع الخبثاء جراثيم قاتلة. المتسللون لتلك الانظمة سيتغلبون على انظمة الحماية المعقدة، وما يحتاجونه من ادوات موجودة بالفعل. وبامكان الدول والانظمة استهداف المجهزين لتلك الاجهزة والبرامج وهذا سيعرقل البحوث الحيوية والطبية. انتاج فيروس يسبب العدوى على مساحة واسعة من الارض، وتحتاج البشرية جهدا كبيرا للتعرف على الفيروس ومكافحته. وانتاج الجراثيم ارخص من الدفاع ضدها. الكلف لانتاج مرض جديد منخفضة الا ان الاستجابة للوباء مكلفة (الفحوصات للتعرف على المرض، واستخدام وسائل الحماية الشخصية PPE والتباعد الاجتماعي وانتاج وتوزيع اللقاحات وغيرها). في نيسان 2024 ظهرت اخبار او اقوال بان كوريا الشمالية وروسيا لديها برامج لانتاج اسلحة بيولوجية، والصين وايران لها نشاط انتاج سلاح بيولوجي. يتبع
Become a Member
Leave a Reply